Google Analytics

Wednesday 4 February 2015

‫‏تأمل في الاصحاح العاشر من انجيل متى

1 فبراير 2015

بوست ديني بحت من وحي ما أراه يحدث في بلدي منذ فترة.
تأمل في الاصحاح العاشر من انجيل متى
الاصحاح ده بإختصار بيتكلم عن المسيح لما كلم تلاميذه عشان يروحوا لمدن اليهود عشان يوصلوا كلام المسيح لهم و بيقولهم على حاجات كتير المفروض يعملوها و ميعملوهاش بس كلام المسيح للتلاميذ كان غريب قوي بالنسبة ليا لما قال لهم:
"لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض.ما جئت لألقي سلاما بل سيفا. فاني جئت لأفرّق الانسان ضد ابيه والابنة ضد امها والكنة ضد حماتها. واعداء الانسان اهل بيته"
كنت بستغرب قوي من الكلام ده و إزاي المسيح اللي كل كلامه عن المحبة و السلام يقول لتلاميذه اوعوا تفتكروا إني جئت لألقي سلام على الارض, و إزاي المسيح يبقى عايز يفرق الناس عن اهاليهم و إزاي يقولهم إن أعداء الانسان أهل بيته. كان كلام غريب عليا جدا و بصراحة كنت بعدي الحتة دي عشان مش عارف افسرها كويس بس مؤخرا ابتديت افهم هو المسيح كان بيقولهم كده ليه بعد ما شفت اللي بيحصل الفترة الأخيرة بين الناس و بعضها في مصر و إزاي الناس انقسمت بين بعضها بسبب شوية أفكار كل واحد مقتنع بيها و شايف إنها صح و مش عايز يسمع أو يقتنع بكلام الطرف الاخر.
بعد تفكير لفترة طويلة في أحوال مصر, لقيت إن فيه تشابه كبير بين حال مصر حاليا و حال اليهود أيام المسيح. اليهود أيام المسيح كانوا مجموعة منغلقة على نفسهم و كانوا مؤمنين انهم فقط شعب الله المختار و انهم أحسن شعب في العالم و انهم بس اللي يعرفوا الحق و الحقيقة. لو بصينا على المجتمع المصري حاليا, هنلاقي إن البلد كلها عندها أفكار شبه أفكار اليهود. كل مجموعة شايفة إنها هي اللي تملك الحقيقة وحدها.
المسيح لما ابتدي ينشر افكاره, كبار اليهود كانوا بيعارضوه اشد معارضة و بيشنعوا عليه لدرجة انهم قالوا عليه إنه رئيس الشياطين مع إني ماكنتش فاهم هم اليهود كانوا بيعملوا كده ليه عشان كنت شايف إن كل كلام المسيح كان منطقي و يدعو للمحبة و السلام و قبول الاخر. ماكنتش فاهم زمان إن الكلام المنطقي لما يتقال في مجتمع خربان وكل قيمه منهارة بيخلق أعداء كتير و ده اللي حصل مع المسيح شخصيا و عشان كده المسيح كان بيفهم تلاميذه إن المطلوب منهم مش هيكون سهل و سكتهم مش هتكون مفروشة بالورود بل بالعكس, ده بيقولهم إن الناس اللي هتكلموهم عادي جدا يقولوا عليكم أي كلام زي اللي بيقولوه علىه شخصيا و عادي جدا ممكن يحاكموهم بأي تهم لدرجة إنه قالهم إنهم يتوقعوا ان اهلهم نفسهم ممكن يكونوا اعدائهم.
ما قام به المسيح و تلاميذه كان بكل بساطة ثورة فكرية و فلسفة جديدة يطرحها على مجتمع مغلق على نفسه لا يري غير إنه الوحيد اللي يمتلك الحقيقة المطلقة و عشان كده كان مكروه من ناس كتير خاصة كبار اليهود اللي حسوا إن افكاره خطر على مناصبهم و مش بعيد يكونوا حسوا إن افكاره تهدم مجتمعهم اللي من وجهة نظرهم كان مجتمع مثالي.
الموضوع ده ظاهر قوي لأي حد متابع جيد للوضع في مصر حاليا. اللي بيحصل دلوقتي في مصر هو صراع فكري بين اطراف مختلفة و كلنا شايفين الانقسام بين أهل البيت الواحد و كمية الخلافات الزوجية اللي حصلت في الفترة الأخيرة و ده ماشي تماما مع ما قاله المسيح لتلاميذه لما قالهم روحوا لليهود انشروا كلامي و دعوتي و ده شيء بيتكرر في اماكن كتير لما بيكون فيه صراع الأفكار و فكر جديد بيدخل في مجتمع منغلق على نفسه عنده أفكار و قيم بالية.
الصراحة فيه حاجات كتير كنت بقراها في كتب مختلفة و ماكنتش بفهمها بس بعد ما عيشت و شفت الاوضاع في المصر في الفترة الأخيرة, عيني اتفتحت على افق جديدة ماكنتش بفكر فيها قبل كده.
الرابط للاصحاح العاشر من انجيل متى في أول تعليق.

1 comment: